المديرمحمدالشربينى مدير الادارة
الجنس : عدد المساهمات : 945 تاريخ الميلاد : 08/11/1985 تاريخ التسجيل : 02/01/2010 العمر : 39 الموقع : www.elhkoma.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مهندس برمجيات المزاج : تمام
| موضوع: دعاؤ الامام في الصلاة على محمّد وآل محمد الثلاثاء فبراير 23, 2010 7:47 pm | |
| الحَمْدُ لله الّذِي مَنَّ علَيْنَا بمُحَمَّدٍ نبِيِّه ـ صلَّى الله عليْه وآلِهِ ـ دُونَ الأمَمِ المَاضِيَةِ، والقُرُونِ السّالِفَةِ، بقُدْرَتِهِ الّتي لا تَعْجَزُ عَنْ شَيءٍ وإنْ عَظُمَ، ولا يَفُوتُهَا شيءٌ وإنْ لطُفَ، فخَتَمَ بِنَا علَى جَميعِ مَنْ ذَرَأ، وجَعَلَنا شُهَداءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، وكَثَّرَنَا بِمَنِّه عَلَى مَنْ قَلَّ...الشرح>>
اللهُمّ فصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ أمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، ونَجيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ، وقائِدِ الخَيْرِ، ومِفْتاحِ البَرَكَةِ، كَمَا نصَبَ لأمْرِكَ نفْسَهُ، وعَرَّضَ فِيكَ للْمَكْرُوه بَدَنَهُ، وكَاشَفَ في الدُّعاءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ، وحَاربَ في رِضاكَ أُسْرَتَهُ، وقَطَعَ في إحْياءِ دِينِكَ رَحِمَه، وأقْصَى الأدْنَينَ عَلى جُحُودِهِم، وقَرَّبَ الأقْصَيْنَ على اسْتِجابَتِهِم لَكَ، وَوَالى فِيكَ الأبْعَدينَ، وعَادَى فيك الأقْرَبينَ...الشرح>>
وأدْأبَ نفْسَهُ في تَبْليغِ رِسالتِكَ، وأتْعَبَها بالدُّعاءِ إلى ملَّتِكَ، وشَغَلَها بِالنُّصْحِ لأهْلِ دَعْوَتِكَ، وهَاجَرَ إلى بِلادِ الغُرْبَةِ ومَحَلِّ النَّأيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ، ومَوْضِعِ رِجْلِهِ، ومَسْقَطِ رأسِهِ، ومأنَسِ نفْسِهِ، إرادَةً مِنْهُ لإعْزازِ دِينِكَ، واسْتِنْصاراً على أهْلِ الكُفْرِ، حتّى اسْتَتَبَّ لهُ ما حاوَل في أعْدائِكَ، واسْتَتَمَّ له ما دَبَّر في أوْلِيَائِكَ، فنَهَدَ إلَيْهِمْ مستَفْتِحاً بِعَوْنِكَ، ومُتَقّوِّياً علَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ، فغَزَاهُم في عُقْرِ دِيارِهِم، وهَجَمَ علَيْهِمْ فِي بُحْبُوحةِ قرَارِهِمْ، حتّى ظَهَرَ أمْرُكَ وعلَتْ كَلِمَتُكَ ولَوْ كَرِهَ المُشْرِكُون...الشرح>>
اللَّهُمّ فارفعْهُ بما كَدَحَ فِيكَ إلى الدَّرَجَةِ العُلْيا منْ جَنَّتِكَ، حتّى لا يُساوى في منْزِلَةٍ، ولا يُكَافأَ في مرْتَبَةٍ، ولا يُوازِيه مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نَبِي مُرْسَلٌ، وعَرِّفْهُ في أهْلِهِ الطّاهِرينَ، وأُمَّتِهِ المؤمنين من حُسْنِ الشّفاعَةِ أجَلَّ ما وعدْتَهُ، يا نافذَ العدةِ، يا وافِيَ القَوْلِ، يا مُبَدِّل السِّيِّئاتِ بأضْعافِهَا مِن الحَسَناتِ، إنَّكَ ذو الفضلِ العَظيم، الجَوَادُ الكَرِيم...الشرح>>
الصلاة على النبي شعار مميَّز للمسلمين
في هذا الدعاء حديث عن النبي محمد(ص) بالتحميد لله على منّته على هذه الأمة، باختيارها ـ من بين الأمم ـ ليكون محمد(ص) نبيّها المرسل الذي يتميّز على الأنبياء بموقعه من ربّه، ودرجته الرفيعة عنده، وصفاته العظيمة في شخصه، لتتحوّل القضية إلى أن تكون هذه الأمة ـ من خلال هذا الامتياز الرسالي ـ الأمة الشاهدة على الخلق الجاحدين، لأنّ عظمة الرسالة جعلتها في موقف الحكم المنفتح على قضايا الناس والحياة، من خلال الوعي الذي تكتسبه من ذلك، لتعرف كيف تراقب حركة الناس في الخط الإلهي الذي يريد لهم أن يسيروا عليه، ليحصلوا على الكثير من النتائج الطيّبة في تجربة الإنسان للحياة في الدنيا التي أوكل إليه فيها أمر الخلافة في الأرض، وهكذا كانت المنة الثانية تكثير أفراد هذه الأمة مقارناً بالأمم الأخرى في عملية التكاثر المتنوعة.
وينطلق الدعاء - ثانيةً - بالصلاة على محمد(ص)، التي تمثل النداء الإلهي الذي تحوّل إلى شعار مميّز للمسلمين جميعاً، وذلك في قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً} [الأحزاب:56]، وربما كان الأساس في ذلك، توجيه الأمّة إلى الارتباط بالنبي من الناحية الشعورية، في إحساسها الدائم بقيمته الروحية في منـزلته عند الله، وجهده الكبير في إبلاغ الرسالة، ومعاناته في العمل في سبيل الله دعوةً وحركةً وجهاداً، ومحبته للمؤمنين من أتباعه، ورأفته بهم ورحمته لهم وحرصه عليهم وشعوره بمتاعبهم وآلامهم، ما يوحي للمسلمين بالتفاعل النبوي الروحي مع أمته في حياتها العامة والخاصة، ليعيشوا الارتباط به من خلال هذا الشعار الذي يهتفون به صباحاً ومساءً، ويهمسون به في داخل وجدانهم كلما ذكروه وانفتحوا عليه، وليبادلوه حباً بحب وروحاً بروح، وليتعمّق في داخلهم معنى الكلمة الإلهية: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} [التوبة:128] في عملية إيحائية بأنه منهم وهم منه، في المعنى الإيحائي للكلمة، حتى لو كانت اللغة في مضمونها اللغوي لا تدل على ذلك، لأن لحركة اللغة في وجدان الناس الكثير من الإيحاءات التي تنطلق من إحساس المتكلمين بها ومن آفاقهم التي تنفتح الكلمة عليها.
وما يزيد هذه الصلاة عمقاً، أنّ الله يبدأ بالحديث عنها من حيث إنها بدأت منه ومن ملائكته، في تعبيرٍ يوحي بالاستمرار، ليحسّ المسلمون أن صلاتهم عليه تابعةٌ لصلاة الله وملائكته عليه، وأنها تمتزج وتنفتح على الصلاة الإلهية والملائكية، ما يوحي بالعمق الإيماني للكلمة في وجدان قائلها.
وقد استطاعت هذه الصلاة ـ الشعار، أن تجسّد حضور النبي(ص) في وجدان الأمة في كل جيل، فلم تشعر بغيابه عنها، الأمر الذي تزداد به الروحية الإسلامية في نفس المؤمن، فيرى نفسه كما لو كان جالساً إليه، وسائراً معه، ومستمعاً إليه، وتابعاً له، تماماً كما في إحساسه العميق بحضوره عنده عندما يقف داعياً له في طلبه من الله أن يرفع درجته وأن يُعليَ شأنه.
من صفات النبي(ص) وألوان جهاده
ويتابع الدعاء ـ بمناسبة الصلاة ـ الحديث عن صفاته، فهو الأمين على وحي الله الذي التزم بكل كلماته بدقّة، فلم يزد حرفاً فيه أو ينقص حرفاً منه، ولم يحركه إلا في الخط الذي أراد الله له أن يسير فيه، في اتّجاه الاستقامة الممتدة في كل مواقع الرسالة، وهو الإنسان الذي انتجبه الله من خلقه واستصفاه من عباده، لأنه وجد فيه ـ وهو خالقه ـ كل الامتيازات الروحية والثقافية والأخلاقية والصفات النفسية التي تؤهله لأن يكون الرسول الخاتم للرسل، لأن رسالته الرسالة الخاتمة التي تختصر في كل خطوطها العامة والخاصة كل الرسالات، لتكون رسالة الله إلى الحياة في امتدادها إلى نهاية الفرصة التي أراد الله فيها للإنسان أن يتحرك مع رسالة الله في الأرض.
وهو إمام الرّحمة، فقد كان الرحيم بالناس في خلقه العظيم، فكان الليّن في قلبه وفي طيبته ومحبته وروحيته، والليّن في لسانه، في طهارته وصفائه ونقائه، وكان الحريص عليهم والرؤوف بهم، من خلال عمق الإحساس بالرحمة، وكان رحمةً للعالمين في رسالته، وكان القدوة للناس في حركة الرحمة في الحياة في علاقاتهم ومعاملاتهم وأوضاعهم المتنوعة، فهو إمام الرحمة في خُلُقه وفي كلمته وفي علاقته بالناس، وفي رسالته التي قامت على الرحمة كعنوان كبير في رحمة الله بعباده في وجودهم وفي تفاصيل حياتهم في كلِّ الأمور. وهكذا كان داعية الرحمة للإنسان، حتى جعل التواصي بالرحمة عنواناً للمؤمنين في علاقاتهم العامة والخاصة.
وهو قائد الخير الذي يجسد الخير في ذاته، ويحركه في دعوته، ويخطط له في رسالته، ويدفع إليه في شريعته.
وهو مفتاح البركة، في روحانيته الفياضة بالبركة على الناس، وفي دعواته وابتهالاته التي ترتفع إلى الله بالتوسل إليه أن يفرّج عن الناس كرباتهم، ويحلّ مشاكلهم، ويقضي حاجاتهم، ويوجّههم إلى مواقع رضاه، وفي خدمته لهم ونفعه لهم بالفكر والحركة والعمل.
وكان أشدّ الناس إخلاصاً لربّه في رسالته، فكانت الرسالة كل همّه وكل حياته، حتى ذاب فيها من خلال ذوبانه في الله، فقد جعل نفسه في موقع المسؤولية لتحقيق أمر الله في دعوة الناس إلى الإيمان بربهم، والعمل في طاعته، والبعد عن معصيته، وتحمّل المكاره النفسية والجسدية في سبيل الله، وصارح في الدعوة إلى الله الأقربين إليه في إصرار عليها بعيداً عن المشاعر العاطفية، وحارب أسرته عندما ابتعدت عن مواقع رضا الله، فكان رضا ربه أقرب إليه من رضا أسرته، وقطع صلته برَحِمه الذين اجتمعوا من أجل إسقاط الدين وإماتته بالحرب المعلنة عليه، فانطلق في مواجهتهم وإبطال مساعيهم وتدمير خططهم من أجل إحياء دين الله، وكانت الرسالة هي الأساس في علاقته بالناس، فأقصى أقربين إليه وعاداهم لأنهم جحدوا الرسالة، وقرّب أبعدين ووالاهم من خلال استجابتهم له.
وهكذا عاش المعاناة في الاستمرار في تبليغ الرسالة، وفي تحمل الجهد والتعب والمشقة في دعوة الناس إليها، وكان شغله الشاغل متابعة النصيحة للمسلمين في كل قضايا الدنيا والآخرة في خط الدعوة، لرفع مستواهم، وتقويم انحرافهم، وتوجيههم إلى السعادة الدنيوية والأخروية.
وعاش الغربة عن بلده ومواطن رحله ومواقع تاريخه وساحات أنسه، من أجل أن تمتد الرسالة إلى آفاق أخرى، وأناس آخرين، ومن أجل أن يحصل على القوة الجديدة في مواقع أخرى، لينهض في حركة المواجهة لينتصر على الكافرين "بقوة، لإعزاز دينه وتقوية رسالته".
حتى إذا استكمل قوّته، وعظم شأنه، اندفع إلى أعداء الإسلام مستعيناً بقوة الله وعونه، فاستطاع أن ينتصر عليهم، ويخترق كل الحواجز التي نصبوها في الطريق أمام الرسالة ليصدوا عن سبيل الله، ويقتحم عليهم حصونهم فيهدمها، وديارهم فيسيطر عليها، حتى علت كلمة الله فكانت العليا، وسقطت كلمة الشيطان فكانت السفلى، على الرغم من كراهة المشركين ورفض الكافرين.
الدعاء للنبي(ص)
وينطلق الدعاء، بعد هذا العرض الموجز الذي يختصر العناوين الكبرى لجهاد النبي(ص) في الدعوة والحركة والمعاناة، ليرفع الابتهال إلى الله بأن يرتفع بالنبي(ص) إلى الدرجة العليا في مواقع القرب عنده، وإلى المواطن الرفيعة في جنته من خلال هذا الكدح الفكري والعملي، حتى يبلغ بذلك المرتبة العظيمة والمنـزلة الكبيرة التي لا يساويه فيها ملك مقرَّب ولا نبي مرسل.
ويتصاعد الدعاء، ليضمّ إليه أهله الطاهرين الذين ساروا على نهجه وحملوا رسالته، وانفتحوا على مواقع الدعوة والجهاد في سبيل الله، وكذلك أمته من المؤمنين الذين جاهدوا معه، أو جاؤوا من بعده في إيمان وإخلاص، ليشفع لهم في غفران الذنب وعلوّ الدرجة ورضوان الله، فيعطيه الله من ذلك كله أجلّ ما وعده به من الشفاعة والكرامة.
والله هو النافذ في عِدته، والوافي في قوله، والمبدّل السيئات بالحسنات أضعافاً، وهو صاحب الفضل العظيم الذي لا حدّ لعظمته، والجواد الكريم الذي اتّسع جوده وكرمه للوجود كله، وللإنسان كله.
شرح الدعاء الحمد لله الذي منَّ علينا بالنبي محمد(ص) اللّهمَّ صلِّ على إمامِ الرَّحمةِ وقائدِ الخيرِ ومفتاحِ البركةِ أدْأبَ نفْسَهُ في تَبْليغِ رِسالتِكَ اللَّهُمّ فارفعْهُ بما كَدَحَ فِيكَ إلى الدَّرَجَةِ العُلْيا منْ جَنَّتِكَ | |
|