المديرمحمدالشربينى مدير الادارة
الجنس : عدد المساهمات : 945 تاريخ الميلاد : 08/11/1985 تاريخ التسجيل : 02/01/2010 العمر : 39 الموقع : www.elhkoma.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مهندس برمجيات المزاج : تمام
| موضوع: الشهور تتصل بالنظام الكوني الثلاثاء فبراير 23, 2010 7:27 pm | |
| الشهور تتصل بالنظام الكوني *
إذا كان الفقهاء في العالم الإسلامي ـ من السنّة والشيعة ـ يختلفون حول بداية الشهر، فإن ذلك ينطلق من خلال خطين اجتهاديين في مسألة بدايات الشهور ونهاياتها، فالخط الاجتهادي المعروف بين المسلمين في معرفة بداية الشهر هو الرؤية، حتى إن بعض الفقهاء يقولون إنه لا بد من الرؤية البصرية المجرّدة، فلو رآه الناس بواسطة المناظير المكبّرة كـ"التليسكوب" أو ما شابهها، فلا اعتبار في ذلك، وهذا رأي موجود متحرك لدى كثير من الاجتهادات الإسلامية ـ السنّية والشيعية معاً ـ ولهذا تختلف الرؤية في مختلف البلدان، كما إن هناك اختلافاً في الوثاقة وعدم الوثاقة...
أما رأْينا الذي أعلنّاه منذ أكثر من عشر سنوات، فهو اعتبار مسألة الشهر مسألة تتصل بالنظام الكوني الذي وضعه الله تعالى للزمن، فكما قضية طلوع الشمس وغروبها خاضعة لنظام الزمن، رآها الناس أو لم يروها، كذلك بالنسبة للقمر، فإن الشهر القمري ينتهي عندما يدخل القمر في المحاق ـ في دائرة الظلام ـ وهي مرحلة الاقتران، بحيث يكون بمستوى واحد مع الشمس ومع الأرض فلا يُرى، فإذا خرج من فترة المحاق وبدأ يختزن الضوء، عند ذلك يبدأ الشهر، وهذا النظام كان موجوداً قبل وجود الإنسان، يقول تعالى: {إن عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض}. والمعروف أن الفلك أصبح علماً لا يخطئ، بحيث يخضع لقواعد معينة يستطيع من خلالها العلماء المتخصصون تحديد أوائل الشهور إلى ما بعد خمسين سنة، وهذا ما تلاحظونه في الكسوف، بحيث يحدّدون الكسوف حتى ما بعد مائة سنة، وهو ما رأيناه في الكسوف الأخير الذي كانوا يتحدثون عنه منذ مطلع القرن.
وقضية الرؤية هي قضية مرتبطة بكونها وسيلة من وسائل المعرفة، ولذلك، إذا أخبرنا علماء الفلك المتخصصون بأن القمر قد خرج من المحاق وبدأ يختزن الضوء، فإن الشهر يكون قد بدأ. وقد دعَوْنا علماء المسلمين في العالم الإسلامي إلى الأخذ بالحسابات الفلكية الدقيقة التي لا يختلف علماء الفلك فيها، ونحن نتصل بمختلف علماء الفلك في العالم ونطَّلع على بعض الآراء من خلال الإنترنت، وعلى هذا الأساس نحكم بالموضوع قبل أن يأتي شهر رمضان أو شوّال، حتى يستعد الناس، وإن كان البعض لا يعجبهم ذلك.
ولست في مقام الجدل حول أي من الخطين أفضل، ولكن هذا الخط هو الذي يمكن أن يوحِّد المسلمين في العالم، ومن المفارقات أن بداية شهر شعبان اختلف الناس فيه بين الأربعاء والخميس والجمعة، واعتماد الآراء المتعددة في هذا المجال يوقع الناس في كثير من المشاكل. وهناك كثير من الناس يتّخذون من الاختلاف في أوائل الشهور أو نهاياتها طريقاً إلى العصبيات، ويبدأون بتوجيه الاتهامات، وهذا نوع من التخلّف، فإذا كنا واعين وكنا في موقع التقدّم، فلا ينبغي أن يكون هذا الاختلاف سبباً للعصبية والخلاف. | |
|